التسامح والعفو - AN OVERVIEW

التسامح والعفو - An Overview

التسامح والعفو - An Overview

Blog Article



الدين الإسلامي دين الرحمة والتراحم، والعفو والتسامح، والحفاظ على حقوق الآخرين، والمعاملة الحسنة ونبذ العنصرية، وفي حديثٍ للرسول صلى الله عليه وسلم قال: "إنَّما بُعِثت لأُتمِّم مكارم الأخلاق".

عن أبي هريرة رضي الله عنه: أَنَّ أَعْرَابِيًّا جَاءَ إلى النبي ﷺ يَطْلُبُ مِنْهُ شَيْئًا، فَأَعْطَاهُ، ثُمَّ قَالَ: أَحْسَنْتُ إِلَيْكَ؟ قَالَ الْأَعْرَابِيُّ: لَا وَلا أَجْمَلْتَ، فَغَضِبَ الْمُسْلِمُونَ، وَقامُوا إِلَيْهِ، فَأَشَارَ إِلَيْهِمْ أَنْ كُفُّوا، ثُمَّ قَامَ وَدَخَلَ مَنْزِلَهُ وَأرْسَلَ إِلَيْهِ ﷺ، وَزَادَهُ شَيْئًا، ثُمَّ قَالَ: أَحْسَنْتُ إِلَيْكَ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَجَزَاكَ اللَّهُ مِنْ أَهْلٍ وَعَشِيرَةٍ خَيْرًا.

تحلي المجتمع بالعفو والتسامح يؤدي إلى نشر الحب والسلام بين جميع أفراد المجتع، وهذا بدوره يؤدي إلى تقوية علاقات المجتمع.

بالبداية لابد أن نتطرق لمفهوم التسامح والعفو، خلال النقاط التالية:

المساهمة في استغلال جميع الطرائق القانونية السليمة التي تحقق المصالح العامة في المجتمع، والتي بدورها تنعكس إيجابياً على مصالح الأفراد.

عن أنسٍ بن مالك -رضي الله عنه- قال: “كنْتُ أَمْشِي مع رسول الله ﷺ، وَعليه رِدَاءٌ نَجْرَانِيٌّ غَلِيظُ الحَاشِيَةِ، فأدْرَكَهُ أَعْرَابِيٌّ، فَجَبَذَهُ برِدَائِهِ جَبْذَةً شَدِيدَةً، نَظَرْتُ إلى صَفْحَةِ عُنُقِ رَسولِ اللهِ ﷺ وَقَدْ أَثَّرَتْ بهَا حَاشِيَةُ الرِّدَاءِ، مِن شِدَّةِ جَبْذَتِهِ، ثُمَّ قالَ: يا مُحَمَّدُ مُرْ لي مِن مَالِ اللهِ الذي عِنْدَكَ، فَالْتَفَتَ إلَيْهِ رَسولُ اللهِ ﷺ فَضَحِكَ، ثُمَّ أَمَرَ له بعَطَاءٍ.

روي عن عائشة رضي الله عنها أنّها سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: "هلْ أتَى عَلَيْكَ يَوْمٌ كانَ أشَدَّ مِن يَومِ أُحُدٍ؟ قالَ: لقَدْ لَقِيتُ مِن قَوْمِكِ ما لَقِيتُ، وكانَ أشَدَّ ما لَقِيتُ منهمْ يَومَ العَقَبَةِ، إذْ عَرَضْتُ نَفْسِي علَى ابْنِ عبدِ يالِيلَ بنِ عبدِ كُلالٍ، فَلَمْ يُجِبْنِي إلى ما أرَدْتُ، فانْطَلَقْتُ وأنا مَهْمُومٌ علَى وجْهِي، فَلَمْ أسْتَفِقْ إلَّا وأنا بقَرْنِ الثَّعالِبِ، فَرَفَعْتُ رَأْسِي، فإذا أنا بسَحابَةٍ قدْ أظَلَّتْنِي، فَنَظَرْتُ فإذا فيها جِبْرِيلُ، فَنادانِي فقالَ: إنَّ اللَّهَ قدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ، وما رَدُّوا عَلَيْكَ، وقدْ بَعَثَ إلَيْكَ مَلَكَ الجِبالِ لِتَأْمُرَهُ بما شِئْتَ فيهم، فَنادانِي مَلَكُ الجِبالِ فَسَلَّمَ عَلَيَّ، ثُمَّ قالَ: يا مُحَمَّدُ، فقالَ ذلكَ فِيما شِئْتَ، إنْ شِئْتَ أنْ أُطْبِقَ عليهمُ الأخْشَبَيْنِ، فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: بَلْ أرْجُو أنْ يُخْرِجَ اللَّهُ مِن أصْلابِهِمْ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ وحْدَهُ لا يُشْرِكُ به شيئًا".[٧]

إنّ أثر العفو على الناس عظيم جدًّا سواء كان على الفرد بعينه أم على أفراد المجتمع كافّة، وما يأتي تفصيل في بعض تلك الآثار:

و يدعو الإسلام إلى التسامح من خلال آيات القرآن الكريم وأحاديث النبي ﷺ، ومن أبرز الآيات التي تشير إلى التسامح قوله تعالى:

قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (ما نَقَصَتْ صَدَقةٌ مِن مالٍ، نور الامارات وما زادَ اللَّهُ عَبْدًا بعَفْوٍ إلَّا عِزًّا، وما تَواضَعَ أحَدٌ للَّهِ إلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ).[١٥]

التفات أفراد المجتمع إلى المصلحة العامة بدلاً عن المصلحة الشخصية؛ الأمر الذي يساهم في القضاء على المشاكل والنهوض بالمجتمع نحو الرقي والتقدم.

إنّ العفو والتسامح هي صفات مكتسبة وليست فطرية، فالمرء يشيب على ما شيّ عليه، ومن أهم الطرق التي يمكن من خلالها تعليم الأطفال مفهوم المسامحة والعفو:

نيل درجة التقوى التي جعلها الله سبحانه وتعالى لعباده العافين، إذ إنّ المسامحة والعفو هي صفة من صفات العباد المتقين الذين وعدهم الله بجنات نور تجري من تحتها الأنهار.

يُقصد به التعامل والتأقلم والتعاون مع جميع أصحاب الديانات السماوية، ومنحهم الحرية في ممارسة شعائرهم الدينية في أي بلد دون التعامل معهم بتعصب.

Report this page